
هل فكرتي يوماً أن تُحصي كنوز الدعم في حياتك بهدف أن تحتفظي بها لإعادة الاستخدام وقت الحاجة ؟
فمعلوم أن معظمنا قد مرَّ بما يعرف ( بالأوقات المظلمة ) و ( السنوات الصعبة ) و ما وصولنا هنا اليوم إلا لأننا تعلقنا بطوق نجاة أو مركب انقاذ ، و في حالات أشد ربما هي قشة أمل انتشلتنا من القاع .
أنا عندما أمر في وقت عصيب ، أحب أتذكر هؤلاء المنقذين ، و أمررهم بخفة في أمواج عقلي المتلاطمة . و أعلم أنهم أدوات يقبلون التجدد و اعادة الاستخدام حسب الظروف الراهنه . هؤلاء ( أدوات الدعم ) هم غالباً مصممين خصيصا لي . و لكل شخص في هذه الحياة خطط انقاذ مناسبة له .
ماذا لو جربتي اليوم أن تكتبي قائمة بالأشياء / الأشخاص / الأصوات و الراوئح و الألوان / السلوكيات التي مارستِها في الأيام الصعبة و انتشلتكِ من حال إلى حال ؟ .
الهدف من هذا هو تأسيس قائمة دعم تعودين اليها كلما تأرجحت بكِ الحياة ، وهو كذلك نوع من إحصاء النعم و التحدث عنها.
سأشارك اليوم شيئاً من قائمتي للدعم ، وهي بمثابة تذكير بقائمتك أو ربما زيادة عليها .
لكن لو كنتِ من محبي المُشاهدة أو الإستماع بدل القراءة ، بإمكانك أخذ الفكرة مختصرة في هذا الفيديو / البودكاست بمدة 4 دقائق ، اضغطي للمشاهدة :
https://www.youtube.com/watch?v=RwaSksOHgEo&t=168s
ملاحظة : هذه التدوينة لا تعتبر علاجاً سلوكيا و لا تغني عن العلاج النفسي للأضطرابات المزاجية الحادة
لنبدأ
قائمة الدعم النفسي في الأيام الصعبة :
ألتزم بسورة من القرآن :
كل القرآن خير ، لكن يحدث أن تفعل بعض السور فعلها في أنفسنا كالشفاء السحري . فإذا رأيتي يوما أي اشارة تحثك على قراءة سورة ما ، سواء حلم أو موقف يتكرر . فافعليها بلا تردد لفترة زمنية أنتي تقررينها . لأن هذه السورة غالباً هي مفتاحك للفرج . و احفظي هذا الموقف و مفتاحه لتعيدي تكراره لو اضطررتي لذلك .
لو كنتي لا تعرفين أي سورة تقرأين ، فحتماً سورة ( البقرة) و كذلك المعوذات و الفاتحة و كل ما ذُكر في الاثر هو خير بداية .
أتذكر أني دأبت على قراءة سورة الحديد عندما كنت أعاني نقصاً في حديد الدم لدرجة أنه يتطلب تدخلاً بالأبر . و قد تجاوزت هذا بفضل الله . أنا أعرف أنه لا علاقة مرئية بين السورة و الموقف . لكن قلبي أخبرني أن هكذا ستمضي الأمور و هذا هو دعمي النفسي الحالي .
أكرر رقية شرعية ، أو ورد يومي ، و التوكيدات :
كل ما تكرره على لسانك بوعي ، يؤسس أرضية صلبة تقف عليها أيامك . أنا معجبة جداّ بكيف أن التوجه الاسلامي مصمم اصلا لتأسيس نقاط سلام في كل أوقات اليوم : الصلوات الخمس ، أذكار الصباح و أذكار المساء ، أذكار النوم و الاستيقاظ و الأكل و غيره. اضافة لكل مختلف الأدعية و الأوراد اللطيفة التي تغيّر من كيمياء النفس . أنا أحثك لأن تختاري أدعيتك و أوردتك اليومية بنفسك ، و لا بأس أن تلتزمي بالموروث . لكن في ايامك الصعبة ، اختاريها بوعي . رتبي مجموعة أقرب لنفسك ، كرريها ، انفثيها في الماء و الزيت . اشربيها و ادهني صدرك فيها ، اجعليها تخالط دمك و جلدك ، حتماً ستجدي بعدئذ أن شيئاً ترتّب في الداخل .
كذلك التوكيدات النفسية و الأسئلة الصحيحة تفعل ذات الفعل في النفس .
أستفيد من تطبيقات الصحة النفسية ( الروبوت ) :
لو وجدتي انسان يدعمك نفسياً في أيامك الصعبة ، فهو أمر ممتاز .وعندما لا تجدين فهناك تطبيقات على الجوال مصممة لهذا الغرض . ليس شخص لكن روبوت آلي . مصمم لإعطائك اقتراحات و ترتيب أفكارك لتجاوز يوم صعب أو مشاعر مضطربة . التطبيقات التي وجدتها كانت ( باللغة الأنجليزية) تأتي على شكل دردشة كتابية يُطلب منك الروبوت كتابة مشاعرك كفضفضة ، ثم تحددي بالضبط ما الذي تعانين منه ضمن مجموعة مشاعر منوعه و على أساسها يمدك بالإقتراح أو الحل المناسب .
لكن لو كنتي مثلي تخافين مشاركة الكثير من المعلومات الشخصية و الحساسة في تطبيقات ، فكوني سطحية في الفضفضة للروبوت ، لكن اكتبي بإستفاضة في دفتر خاص بك يكون جاهز أثناء جلسة المعالجة . واكتبي كذلك كل الحلول و الأفكار المقترحة عليك و احتفظي بها .
التطبيقات التي جربتها في هذا المجال ( ملاحظة : يطلب إشتراك للإستفاده من كافة الخدمات ) :
أمارس نظام صحي و غذائي أو ديتوكس :
آحيانا ، كل ما نحتاجه لدعم نفسيتنا المتعبة هو اتباع نظام صحي أو غذائي يخفف شيئاً من السمّية الجسدية التي تؤثر على المزاج . فالكافيين و السكر و الأكل الدهني كله يفعل فعله السلبي في الجسد و النفس . ماذا لو أرسينا روتين صحي نكرره لفترة من الزمن ؟ رياضة الصباح ، ثم فطور مغذي ، و فيتامينات ، مع شرب ماء ، و حركة و نوم جيد . هذا سيختزل الحالة النفسية السيئة إلى النصف ، هذا اذا لم يلغيها تماماً .

أقرأ كتبي المفضلة :
اضيفي الى قائمة دعمك كل الكتب التي انتشلتك في سنوات الضياع و أعيدي قراءتها أو مراجعة الفصول و الاقتباسات التي أعجبتك . أنا أُسمها ( كتب الطبطبة ) ، حيث تجعلك الكلمات تتنفسين بعمق أكثر من المُعتاد ، و تصدّقين أن هناك نور في نهاية النفق . أزودك بأمثلة لكتب أعتبرها أفادتني كثيراً في هذا الشأن : كتاب السماح بالرحيل لديفيد هاوكنز ، كتب لويز هاي عموماً ، كتب أوشو ( برغم كل النقد الذي يُحيط بهذه الشخصية ، إلا أني لا أستطيع الانكار أن الكثير من الحكمة خرجت من فم هذا الرجل 🤨)
و بالطبع ليس بالضرورة أن تكون كلها كتب في التنمية الذاتية أو علم النفس ، فالروايات تفعل فعلها آيضا في تدليك العقل بالخيالات و فصله مؤقتاً عن الواقع المُتعَب💆♀️ . على كلٍ ، اقرأي لكاتبك المفضل في أوقاتك الصعبة .
أشاهد وأستمع لأشخاص محددين :
أنا شخص أؤمن أن الأحوال قد تنقلب جذرياً بسبب كلمة نسمعها ، أو حوار عفوي مررنا به . آحيانا أغنية أو موسيقى تصدح من راديو فنقول : يا الله ، تحرك شيء بالداخل !🥰 . أو ربما هو مشهد من مسلسل يبعث نور في داخلك .
أتذكر أني التقطت حوار مكالمة بالسبيكر بين زوجي و زميله في العمل ، قال زميله عندما ودعه ( ان شاءالله أنها ليلة مطمئنة وهادئة ) . وهذه أول مره أسمع وداع دافئ من هذا النوع🤍 .شعرت بعدها بالتحول الهادئ في طاقة الليلة ، من مجرد جملة عابرة من الهاتف
فما بالك لو كنتي تستمعي أو تشاهدي بوعي لمن تعرفين أن كلماته و حكمته تفعل الكثير في نفسك ؟ . أعدي قائمة بأسماء هؤلاء الأشخاص الكنز ، و زيدي عليهم ما استطعتي . هؤلاء قد يمثلون صديقة عمل أو جارة خفيف دم ، أو جدتك العفوية أو ربما مدربين في التنمية الذاتية على اليوتيوب ، أو حتى مجرد مؤثرين على سناب شات ، ربما أغاني ديزني و سبيس ستون ، كذلك الممثلين الكوميديين ،و الأفراد الايجابيين عموما . اعتبري هؤلاء معلمين لك في هذه المرحلة . و انهلي من رحيقهم حتى ترتوين
أضع خطة لتحريك الأحداث بإتجاه آخر :
هناك قيعان لا قاع بعدها . و كشخص مدمنة كتابة ورسم خطط . أحب أتسائل بعد دوامة غرق : ما الخطة الأن ؟ و أين المخرج ؟ . فإن استطعت ترتيب خطة تخص المشكلة فهو أمر جيد ، و إن لم أستطيع أقول : لنكتفي من هدر الوقت و نخطط لشيء آخر أكثر بساطة . أي شيء بعيد عن هذه المعاناة . . ماذا لو نضع خطة لترتيب المنزل ؟ أو ربما لتنظيم الوجبات ؟ أو قائمة مشتريات ؟ أو رحلة إلى مكان ما ؟ أو نلتزم بعادة جديدة ؟
ان كنتِ مثلي يناسبك ترتيب خطة كنية لتحريك الاحداث ، فافعلي و التزمي بخطتك كخريطة كنز . وتحركي على أساسها .
أكتب و أدون :
و قد شاركت تدوينة كاملة تخّص الكتابة كطريقة للتشافي ، وهي حتماً من أقوى وسائل الدعم التي تأخذيها في الاعتبار و تستفيدي منها في الأيام الصعبة . اقرأي الموضوع :
تحدي الكتابة : العافية النفسية بكتابة اليوميات
أعود للطفولة أو المراهقة :
وهو من وسائل الدعم المفضلة ، الانغماس قليلاً في التفاهة و الرقص الاعتباطي ضمن الأغاني السعيدة أو ربما مشاهدة رسوم متحركة أو لعب ألعاب الفيديو ( بلاي ستيشن ). كل هذا يجعلك مزاجك أكثر ليونة نحو الحياة . و ان كان هناك طفل أو مراهق يستطيع اشراكك في أنشطته فسيكون التأثير أكثر مضاعفة . الأطفال حياتهم أكثر سهولة لأنهم يعيشون فقط في اللحظة ، لا ندم على ماضي و لا تطلعات للمستقبل . و المراهقين يبدون جاديين جداّ حيال أشياء غير جادة اصلا 😁مثل ( الهوس بفنان مفضل أو تجميع روبلوكس أو السعي للفوز في لعبة فيديو ) ، اسمحي لنفسك أن تعيشي هذه المشاعر من جديد ، وحوّلي انتباه عقلك الى أشياء أكثر سخافة لأن لا شيء يفتك بالمرء أكثر من الحياة الجادة جداَ .

ألتحق بدورة أو كورس تعليمي :
ان كان الغضب هو ما يجعلك أيامك سوداء و صعبة ، فالوقت حان لأن تتحركي فعلاً لعلاج الغضب . و برأيي أكثر وسيلة لإثبات جديتك في حل المشكلة هو أخذ دورة أو كورس تعليمي أو علاجي بهذا الشأن . لا حاجة لدفع الكثير من المال . الأمر يتطلب آحيانا ترتيب قائمة في اليوتيوب لكل الفيديوهات المتعلقة بهذا الشأن . كذلك قراءة كتاب أو مقالات متعلقة . رتّبي دورتك هذه في تقويمك الأسبوعي : يوم مشاهدة ، و يوم قراءة ، و يوم تطبيق .. ولو كنتي تملكين المادة لشراء كورس فأفضل و أفضل .
بالنسبة لي أخذ دورة في زمن الاضطرابات هو حرفياً نصف العلاج . لذلك أنا آخذ هذا البند في الاعتبار كأكبر داعم في الأيام الصعبة
أستمع للموسيقى العلاجية و أتأمل :
التأمل جزء أساسي من نظام الدعم ، فهو يمنح عقلك زر ايقاف مؤقت ضد كل ما يعصف به من أفكار و مشاعر و تصادمات ، هو لا يلغيها لكنه يخفف أهميتها كثيراً . الصلاة و الخشوع تفعل نفس التأثير ايضا . و في معظم الفترات المزاجية المتعبة التي مررت بها ، كان التأمل جزء من العلاج ، مع أني لست من مفضلي التأمل لأوقات طويلة ، فقط 7 الى 10 دقائق في الصباح كفيلة برفع مستوى اليوم . و لو زودنا الجرعة إلى ما قبل النوم سيكون التأثير أكثر مضاعفة.
الغي نظرة على هذا التطبيق : Meditopia – ميدوتوبيا
هذا كل شيء ، أو بعض مما يمكن مشاركته من قائمتي 😉
ماذا عن قائمتك ؟
هل ممكن تشاركي في التعليقات بشيء كان داعم لك في أيامك الصعبة ؟
مواضيع ذات صلة :
مفكرة العناية بالذات / الشفاء بالكتابة في زمن الكورونا
حقوق الصورة مساء الخير صدّق أو لا تُصدّق ؟🙄 يوم الأحد 8 مارس كنّا على موعد مع…
لماذا يومك صار تعيساً ؟ – 9 أسباب
منذ 2018 ، اكتسبت مهارة مراقبة ( تداعي الأحداث ) أو ما أسميها ( بداية السقوط في فخ…
تحدي الكتابة : العافية النفسية بكتابة اليوميات
مساء الخير في فترة قريبة و ضيقة من حياتي ، رأيت في منامي و كأني طفلتي الصغيرة تقرأ…
ادعم حساب مرجع التدوين العربي و شاركهم مقالاتك و تدوينتك للوصول لجمهور أكبر :
تابعني على حساباتي في السوشال ميديا :
حقوق الصور :
People vector created by pch.vector – www.freepik.com
أسباب تساقط الشعر وماهي الفيتامينات التي نقصها يسبب سقوط الشعر https://hahiya.com/أسباب-تساقط-الشعر-وماهي-الفيتامينات-ا/
افكار رائعه وملهمه وبعضها جديد بالنسبه لي وأسعى الى تجربتة وأرى تأثيره في الايام الصعبه
شكرا لمشاركتنا افكارك الرائعه كالعاده 😘😘
سعيدة بمرورك نوره ، و إن شاء الله أيامك كل سَهلة و ميسّرة . شكراً لدعمك 😘
مقالك افادني كثير خصوصا انا في مرحله التشافي … انفش ذاكرتي بالاشياء التي تنعش سعادتي .. ممتنه لك وبوركت ايامك وجميع اوقاتك